عندما قامت ثورة يوليو 1952م، رفع الضباط الأحرار شعارات المساواة والعدالة الاجتماعية،والمجانية, ورأينا على ابن الجناينى يتزوج الأميرة انجى على شاشة السينما، وصار ابن البوسطجى رئيسا لجمهورية مصر العربية على شاشة الحقيقة فتحققت المعجزة على الأرض. ولكن الأيام مرت لتكشف لنا أن لعنة الطبقية مازالت تطارد الشباب فى مصر على اختلاف العصور، وان الباشاوات موجودون سواء كانوا بطرابيش أو ببدل عسكرية أو باشاوات انفتاح من محدثى النعمة، ولنكتشف أن أولاد الباشاوات فى كل زمان لهم من الامتيازات ما يحرم على أولاد الشعب البسيط، ولكن الفرق بين زمن على وبين زمن عبد الحميد شتا- الشاب الذى ألقى بنفسه فى النيل لفشله فى الالتحاق بالسلك الديبلوماسي لأنه غير لائق اجتماعيا- هو ان الزمن البائد الذى حرم على من انجى لم يحرمه من دخول الحربية ولا حرم أخيه من دخول الشرطة، ولكن عصرنا الأسود لم يحرم على من انجى وحسب لكنه حرم الشباب من دخول الشرطة والنيابة ومن الالتحاق بالسك الديبلوماسي ، بل إنه حرمهم حتى من الوظائف الحكومية إلا لو جاءوا بالواسطة أو بالرشوة ، وحكم علينا القدر أن نأتي فى زمن ردىء ، تم فيه تصنيف الشباب إلى نوعين لا ثالث لهما : إما ابن باشاوات وإما غير لائق اجتماعيا، ومادام الشاب ليس ابنا لأحد باشاوات البلد فانه يعامل كناقص للأهلية وتبقى طموحاته مرفوعة من الخدمة حتى إشعار آخر.
أيها الاخوة الاعزاء، دعونا نتحسر على الزمن البائد الذى سمح ل"على" أن يصبح ضابطا وهو ابن الجناينى الفقير وعلى زمن ناصر الذى زوج "على" ل"انجى" ، ودعونا نتعجب من عصرنا العجيب الذى اصبح فيه ابن الموظف غير لائق اجتماعيا للالتحاق بالسلك الديبلوماسي أو النيابة، فى بلد رئيس جمهوريتها ابن رجل من عامة الشعب. ترى ما الذى يميز الأخير ليحكمنا ويورثنا لابنه، وما الذى ينقص شبابنا ليؤول مصيرهم إلى المقاهى أو فى قاع النيل مع عبد الحميد شتا ، ألسنا حقا بلد العجائب؟!!!!