لا تسقني ماء الحياة بذلة
بل فاسقني بالعزة كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم
وجهنم بالعزة أعظم منزل

السبت، فبراير 27، 2010

الدكتور البرادعى

* لخصت صرخة الأم المصرية المصابة بالسرطان من جراء الطعام الملوث والتي اتصلت بالدكتور البرادعى عبر برنامج العاشرة مساء في كلماتها حالة الهوان والذل المصري الذي يعيشه شعب مصر عندما ناشدته بعدم التخلى عنها ( ما تسبناش يادكتور ) ..كلمات قليلة وبسيطة عبرت بها عما يعانيه أكثر من 50% من شعب مصر ، فالأم تعانى من مرض السرطان مثلها مثل ملايين من المصريين الذين يعانون كافة الأمراض المزمنة التي أصابت الجسد المصري كالسرطان وفيروس الكبد الوبائي والفشل الكلوي بالإضافة إلى الأمراض الاجتماعية التي استشرت في عهد السادة أعضاء الحزب الوطني ولجنة السياسات كالفقر والجهل وانعدام الحريات والأخلاق ، كلمات كانت بمثابة صرخة اخترقت آذان وقلوب وضمائر من لازال لديهم حس وطني حر ولديه وعى وضمير يدرك بهما معنى تلك الكلمات البسيطة التي صورت حلة التردي التي يعانيه الجسد المصري الباحث عن مخلص له من تلك الأمراض المزمنة .
* الدكتور البرادعى بتلك الكلمات ألقيت على أكتافه حمول وأثقال ومسؤوليات لا يستطيع تحملها وحده ، ألقاها المريض في وجهه منتظرا منه أن يسعى الطبيب وحده لوضع خطة العلاج مخلصا هذا الجسد من كل الأمراض التي ابتلى بها سواء كان هذا المرض اخترق هذا الجسد نتيجة إهماله وعدم إدراكه أو بسبب مؤامرة استهدفت هذا الجسد فأطاحت بجهاز مناعته وكرست بداخله كل أمراض الدنيا .. لا يهم .. المهم نحن اليوم أمام حالة مرضية مزمنة ومسؤولية العلاج لا تقع على البرادعى وحده ، بل على المريض أن يساعد طبيبه ويكون لديه الرغبة القوية في الخلاص من أمراضه ، ولديه الرغبة في الحياة والاستمرار لا أن يستسلم للموت والفناء .
* الطبيب المعالج لا يملك عصا موسى الذي قضى على فرعون مصر ولا معجزات المسيح الذي أبرأ الأبكم والأصم واحيا الموتى من قبورهم ، ولا هو يوسف الذي قال للملك " اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم " ، كما انه ليس محمد الذي قضى على كل مظاهر الشرك في الجزيرة العربية .. البرادعى ليس نبيا ولا رسولا ، وإنما بشر يستمد قوته من علمه وإيمانه وإرادة شعب يلتف حوله راغبا في الإصلاح والتغيير ... والرجل بنفسه أعلن انه لن يكون مخلصا ولا مصلحا بل على الشعب نفسه أن يكون لديه القدرة والرغبة في الخلاص والإصلاح ، فهل فهم الشعب المصري الرسالة ؟
* الشعب المصري بكل طوائفه يريد الخلاص والتغيير والإصلاح ولكن شتان بين الرغبة في شيء وبين القدرة على فعل الشيء..فالتوحد في الرغبة والأمل في إحداث التغيير والإصلاح لا يعنى أن الجميع متوحدون في قدرتهم على إحداثه ، وقد ظهر التناقض في ردود الأفعال تجاه البرادعى فالليبراليين أرادوه ليبراليا يؤمن بحرية الفكر والتسامح واحترام كرامة الإنسان وضمان حقه بالحياة واعتبار المساواة أساساً للتعاون وإلغاء أي دور للدولة في العلاقات الاجتماعية أو الأنشطة الاقتصادية إلا في حالة الإخلال بمصالح الفرد والمجتمع ، كما أرادوه مكرسا لسيادة الشعب عن طريق الاقتراع واحترام مبدأ فصل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية ..وتلك مبادئ الليبرالية وشعاراتها التي ينادى بها أصحابها ، مؤكدين على النزعة الفردية التي تقوم على مبادئ الحرية ، والبعض الآخر من الليبراليين الإسلاميين أرادوه ليبراليا متحررا من سطوة رجال الدين وطالبوه بالفصل بين رجال الدين وفتاواهم وبين الإسلام ذاته على اعتبار أن الإسلام شيء ورجاله شيء أخر .. هذه الرغبة لها تفاسيرها استخدمها البعض ممن تأثروا بالثقافة الغربية فطالبوا في كتبهم ومقالاتهم بإعادة تفسير نصوص القرآن والسنة معلنين عدم ثقتهم فيمن سبقوهم في هذا التفسير ، وهم معروفون لدى النخب الفكرية في مصر .
* أما البعض الآخر فشنوا هجومهم على البرادعى لأنه بنظرهم ليس إسلاميا لأنه طالب بدولة مدنية ديمقراطية تقوم على احترام الإنسان وفكره ولا تفرق بين مسلم ومسيحي ولا سني أو شيعي ، ووصل الأمر بهم لنفى مقارنته باردوغان ، أو حتى بالسادات الذي كان يصلى بجلبابه الأبيض في مسجد قريته " ميت أبو الكوم " رغم أن اردوغان خرج من رحم دولة ترفع شعار العلمانية ودستورها معظم نصوصه تقدس العلمانية وتؤكد عليها كمبدأ اساسى اتاتوركى ورغم ذلك فاردوغان لم يعلن في برنامجه الانتخابي انه سيسن قانونا لاستئصال العلمانية ، ولكنه استطاع بتطبيقه مبدأ الديمقراطية والعدالة والمساواة ( وهما الركيزتان الأهم لحزبه ) أن يخلق بيئة صحية للقيم الإسلامية ، واستطاع تغيير نظرة المجتمع للإسلاميين بنزاهته ونزاهة حكومته وفضح مثالب العلمانية ، وعمل على تقليص نفوذ جنرالات الجيش حماة العلمانية ، بكشف المؤامرة العسكرية الانقلابية على حكومته الشرعية ، ودفع الشعب التركي للالتفاف حوله وتأييده ، وأما السادات فصلاته لم تكن رسالة للغرب بان مصر دولة إسلامية بقدر ما كانت رسالة موجهة لمن تحالف معهم لضرب التيار القومي الناصري ومحو تاريخ عبد الناصر والقضاء على مبدأ الاشتراكية وأنصاره لعبور الجسر إلى الرأسمالية والانفتاح على الغرب .. ولا يستطيع اى مخلوق كائن من كان أن يزن إيمان اى شخص بالله بميزان عادل إلا الله وحده ، وبما أننا لسنا آلهة وإنما نحن بشر فلا يجوز الحكم على الآخرين إلا من خلال أفعالهم وتصرفاتهم وسلوكهم السوي وانجازاتهم على الأرض ، فهاهي انجازات اردوغان تحدد سماته وأخلاقه وقيمه ومبادئه ، كما كانت تصرفات السادات أيضا تصف لنا نهجه وترسم ملامح سياسته الداخلية والخارجية رغم اللقب الذي أطلق عليه في ذاك الوقت من انه (الرئيس المؤمن ) قائد دولة الإيمان ، فاتضح في النهاية أن إيمانه كان بالسلام مع إسرائيل وبمقولته الشهيرة (99%من أوراق اللعبة بيد أمريكا )... فشتان بين صلاة أردوغان وبين صلاة السادات .. !!
* الإسلام دين العزة والكرامة والقيم والفضيلة ولا نستطيع القول بان الإسلام موجود في بيئة ينتشر فيها الفساد والرشى والمحسوبية وانحلال القيم ، ولا في بيئة الانحطاط فيها هو السيد المتوج ، وان كنا حريصين على وجود الإسلام بقيمه فأين هي تلك القيم التي تركناها تنهار أمام أعيننا وسكتنا وصمتنا صمت القبور والأموات ؟ كما لا نستطيع القول بان شعب تنتشر فيه الأمية بنسبة تجاوزت ال30% ويعانى من الثلاثي المدمر ( الفقر والجهل والمرض ) شعب معافى وصحيح البدن قادر على التمييز بين الغث والسمين ، بل اقل ما يوصف به انه شعب بحاجة لعلاج مكثف ، والعلاج يكمن في التعليم ثم التعليم هذا الحق الذي انتزع منه في غفلة منه وساهمت كل وسائل الإعلام في تدميره ، فتجربة مهاتير محمد في نهضة ماليزيا كانت خير دليل فكان يستحق ما كتب عنه ( عاقل في زمن الجنون ) ، استطاع أن يفهم العلة ويشخص المرض بحكم انه طبيب وعالم ومعلم بدأ كما بدأ القرآن الكريم بأطهر آياته : ( أقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم ) فكان العلم هو حجر الأساس الذي بنى عليه دولته الحديثة ومن ثم العمل واستثمار القوة البشرية في ماليزيا وتدريبها فكانت النتيجة كما رآها العالم ..ماليزيا الدولة الإسلامية ترتقي إلى مصاف الدول المنتجة وارتفاع دخل الفرد السنوي مقارنة بدول شرق أسيا ( 11 ألف دولار مقابل 8.800 ألاف دولار في تايلاند و4.600 ألاف في اندونيسيا ، بينما دخل الفرد في مصر يقل عن 1300 دولار في السنة وفقا لتقارير الأمم المتحدة ) وكانت الوحدة الوطنية والعلم والعمل من أهم الركائز التي بنى عليها مهاتير محمد دولة ماليزيا الحديثة .
* خلاصة القول مما سبق أن البرادعى إن استطاع الوصول إلى سدة الحكم سواء بتعديل الدستور (المادة 76 ) أو بتشكيل حزب أو بالانضمام إلى احد الأحزاب السياسية التي تتهافت عليه اليوم فهو لن يكون الطبيب الذي يملك خطة العلاج وحده بل على كل الأحرار والشرفاء من كل الأطياف مشاركته في وضع الخطط العلاجية من اجل مصر وشعبها وليس طمعا في منصب أو دور قيادي ، الدكتور البرادعى عالم له وزنه ويمكن الاستفادة منه في المرحلة القادمة وليس مطلوبا منه أن يلبس عمامة وفى يده سبحة لإرضاء الإسلاميين ، ولا مطلوبا منه تعليق الصليب على صدره لكسب ود إخوتنا المسيحيين ، وكذلك ليس مطلوب منه مدح عبد الناصر لكسب أصوات الناصريين والقوميين ، بل كل ما نطلبه منه أن يكون رئيسا لكل المصريين ، وابنا بارا بوطنه يؤسس للديمقراطية الحقة ودولة العدل والمساواة والقانون ، وأما دور الشعب المصري فلابد أن يكون واعيا مدركا لحقوقه وألا يتنازل عنها مهما كلفه الأمر ، فكفانا تغييبا وإتباع سياسة اللامبالاة ، الشعب المصري لديه الفرصة الآن للتغيير والإصلاح وعلاج أمراضه المزمنة التي استشرت في جسده وعقله .
* وأما الإسلام فلا خوف عليه فلديه من القوة الذاتية التي يحمى بها نفسه ولكن علينا توفير البيئة الصحية لوجوده وليس هناك أفضل من مجتمع خال من الأمراض الفكرية والصحية والاجتماعية ، مجتمع خال من الصراعات الطائفية والعقائدية ، ومجتمع يعمل فيه الجميع كفريق واحد هدفه مصلحة هذا البلد الذي عانى الويلات ، يحكمه ابن من أبناء مصر بار بها يشاركه شعب واع بحقوقه ، والدكتور البرادعى رجل يملك من المقومات ما يدفعنا جميعا للالتفاف حوله ، فان نجح فلن يكون نجاحه وحده بل سيكون نجاح لنا جميعا ، وان فشل فسيكون فشل لكل مصري كما فشلنا من قبل في نصرة أحرار الأمة وشرفائها بتخلينا عنهم وتركهم لقمة سائغة بفم النظام حتى قضى على كل أمل لنا في الإصلاح والتغيير ، اليوم كل الشعب المصري في امتحان فإما اجتيازه بنجاح وإما الموت أشرف لنا جميعا .

الأحد، فبراير 14، 2010

المشروع النووى المصرى

عندما أقرأ عن نية حكومتنا الرشيدة وقياداتنا الواعية ؟عن عزمها الحالي ورغبتها الغير مؤكدة بعد في البدأ في إقامة محطة نووية أو أكثر في منطقة الضبعة وأرجو أن يكونوا فعلاً أستقروا ونجحوا في النجاة بها من بين براثن رجال الأعمال الجدد ذوي المصالح السياحية الخاصة ؟ عندها ومن فوري أتذكر أغنية فقيدة وسفيرة الغناء العربي الراحلة السيدة / أم كلثوم في زمانها الجميل الذي ولي بناسه ووناسه وهي تشجينا أغنية " فات الميعاد " أو " لسه فاكر ؟ كان زمان " نعم من حقي أن أتسائل أين كانت حكوماتنا ورؤساؤنا المتعاقبين وعلي مدي مايناهز الستون عاماً الماضية من قيام الثورة وحتي تاريخه ؟ قضيناها في خطب نارية وعنترية وسبات طويل وتخلف أطول ولكي يفكرون اليوم في البدأ في إنشاء محطات نووية ؟ وأن صح التعبير أستيراد وشراء محطات نووية بهدف توفير الطاقة ؟ وكنت أتمني أن أقول برنامجاً نووياً كاملاً مدنياً وعسكرياً ولم لا ؟ ونحن لسنا أقل ثروة ولا جاهاً ولاعقولاً ولا إمكانات من الباكستان والهند وإيران ؟ بل وحتي من إسرائيل نفسها ؟ صحيح ليس بخاف علي أحد أننا نمتلك محطة متقادمة وعتيقة عفا عليها الزمن في أنشاص ؟ ولكن لماذا الآن نفكر في هذا الأتجاه وأين كنا طوال تلك السنوات الطويلة من عمر ثورتنا ؟ بل ماهي تكاليف شراء مفاعل نووي الآن مقارنة بأسعار الستينات؟ والتي سيدفعها الشعب من حر ماله ؟ بل ولماذا لم نمتلك برنامجاً نووياً طموحاً طوال تلك السنوات المملة والطويلة الماضية ؟ فأن أغتالوا العالم مشرفة فيقيني أن مصر فيها مليون مشرفة ؟ الهند والباكستان وإيران وأسرائيل وغيرهم لم يشتروا المفاعلات لكي يبدأوا بها تاريخهم النووي المدني والعسكري الذي نراه أو نقرأ عنه الكثير ؟ والولايات المتحدة وأوروبا وروسيا لم تشتري أيضاً المفاعلات النووية ولكنهم أنشأوها وصنعوها وأبتكروها ؟ قرأت كيف أن الولايات المتحدة والحلفاء بعد هزيمة ألمانيا أستطاعوا أن يستقطبوا العلماء الألمان والذين يرجع لهم الفضل في الصناعات النووية العسكرية أو المدنية سواء في أمريكا أو أوروبا أو حتي تناقلها لدول أخري مثل روسيا والصين وغيرهم , أي أن الصناعة النووية الأمريكية والدولية إنما هي تعود في الأساس ليس إلي العرق الأنجلو أمريكس أو الساكسون وإنما إلي العرق الألماني أو النازية الآرية كما كان يعتقد أدولف هتلر والذي كان بصدد أنتاج تلك القنبلة قبيل غزو الحلفاء , ومعروف أن أبو القنبلة الذرية هو العالم الألماني الأصل من أبوين يهودين وهو ألبرت أنشتاين والمولود سنة 1879 وصاحب النظرية النسبية ومعروف أنه كتب رسالته الشهيرة إلى الرئيس الأمريكي روزفلت لينبهه على ضرورة الإسراع في إنتاج القنبلة قبل الألمان وذلك قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة. وفي العام 1940، صار أينشتاين مواطناً أمريكياً مع احتفاظه بجنسيته السويسرية , وللأسف الشديد نجد أن دولاً كثيرة ومنها الهند وأيران قد وعت الدرس مبكراً ونحن أهل الكهف النيام أصحاب نظرية عنتر شايل سيفه ؟ وتحديداً إبان الحقبة التي لازمت إنقسام وتفكك الأتحاد السوفيتي وهي ليست ببعيدة وأستطاعوا هم وغيرهم تكرير ولعب نفس الدور الأمريكي وأستقطبوا العديد من العلماء الروس والمتخصصين في الصناعات النووية والذرية وثابروا وأجتهدوا وهانحن نري الهند أمس الأول تجرب بنجاح صاروخاً عابراً قادراً علي حمل رؤس نووية بمدي 3الآف كيلو متر ؟ نجحت الهند وباكستان وأيران في تصنيع وليس شراء المحطات النووية بل والرؤس والقنابل النووية ونجحوا في الوصول إلي مايعرف بحجم الكتلة الحرجة اللآزم لصناعة السلاح النووي وأنتجوه وأنتجوا صواريخ عابرة قادره علي حمل رؤس نووية ؟ بل نجحت أيران في تصنيع أجهزة الطرد المركزي كما نقرأ جميعاً ولديها برنامجاً نووياً عملاقاً لايعلم قدراته إلا الله ؟ ونجحوا وجربوا الصواريخ الذاتية الدفع ووصولاً لصواريخ وضعت بالفعل أقماراً صناعية أيرانية في الفضاء ؟ فأين كنا وبحق الله وحقنا عليكم أيها السادة القادة المحترمون طوال تلك السنوات الطويلة ؟ ولكي نفكر الآن وبعد فوات الآوان وفي مجرد حلم متواضع لايسمن ولايغن عن جوع وهو شراء مفاعلات نووية بغرض الحصول علي الطاقة؟ وبالطبع ومعها وقودها المخصب وبمليارات الجنيهات ؟ وهل لو كنا نمتلك وعلي أقل تقدير ماتمتلكه إيران من تقنيات نووية حالية ولن أقول الهند أو باكستان ؟هل كان حينها يستطيع ليبرمان أن يهدد بقصف سدنا العالي أو حتي يتجرأ علينا كالكلب الأجرب ؟ الإجابة بالطبع لا وألف لا ؟ لأن العالم أصبح فقط ملك الأقوياء والمفكرين والمبدعين أما المتسولين والمتخلفين فيستحقوا كل مايجنوه ؟ بصراحة بسيطة أنا أشعر ليس فقط بالأحباط وبالمرار منكم ولكنني أشعر بالعار ؟

الاثنين، فبراير 08، 2010

ازمة الغاز فى مصر

في حلقة لبرنامج العاشرة مساءً والتي بثت مساء اليوم 7/2/2010 وكان ضيوف الحلقة الأستاذ / أنور عصمت السادات ووكيل أول وزارة البترول الحالي / طارق الحديدي ووكيل أول الوزارة السابق / إبراهيم عيسوي ( وواضح أنهم أحضروه للقيام بدور السنيد لقرينه ) المهم كان المفترض هو البحث عن سؤال واحد وهو أين أختفت أنبوبة البوتاجاز وماهو سبب هذه الأزمة الفجائية ولماذا أرتفع سعرها فجأة وبشكل لا يحتمله المواطن وعلي الرغم من متابعتي للحلقة جيداً إلا أنني لم أخرج مثلي مثل مذيعة البرنامج أو المشاهدين بأي إجابة حاسمة أو قاطعة واستفزني كثيراً لغة وطريقة حوار السيد / إبراهيم عيسوي والذي أراد أن يعطي أنطباعاً ( مرفوضاً ) للمشاهد أنه " أبو العريف " وأنه مؤسس صناعة البترول في مصر والعالم ؟ مع أنه عجز وبشكل مكشوف وواضح أو لنقل أنه أمتنع عن الأجابة علي العديد من الأسئلة بدافع أن هناك بنود سرية لأتفاقات تصدير الغاز تمنعه من أن يفشي بسر سعر البيع والتعاقد والتصدير لهم وأخصهم أسرائيل وأسبانيا مما أعطي المشاهد أنطباعاً بعدم مصداقية أو شفافية هذا الرجل والذي أخطأ حين شبه الشعب المصري بأنه مجموعة من (" المهرجين "؟!) يستخدمون الغاز في غير موضعه ؟ وأن الدولة تتحمل دعماً لأسطوانة الغاز قيمته 7 مليار جنيه وأن أنبوبة الغاز تكلف الدولة 45 جنيه وأنه يناشد رئيس الوزراء برفع هذا الدعم وبيع الأسطوانة بسعر تكلفتها الحقيقي وأنه مع وزير التضامن الأجتماعي مصيلحي في ضرورة توزيع الغاز المدعم بالكوبونات كحصص تموينية ؟ فجاء السؤال إليه طيب بدل ماتشيل الدعم فلماذا لا تلغي الدعم علي سعر تصدير الغاز لأسرائيل وأسبانيا والذي يتم تصديره تقريباً بالمجان وبسعر لايكمل 2 دولار للمتر المكعب ؟ فناقض الرجل نفسه وبكل وضوح يفند أنه غير خبير أو حتي شفاف كما حاول أن يبدوا حيث جاءت أجابته غريبة ومتناقضة حين قال أن أكبر عائد من تصدير الغاز تحصل عليه مصر هو فقط من خلال تصدير الغاز لأسرائيل وأسبانيا مع أنهم بيصدروا لهما ماقيمته 1.5 % من الأحتياطي ؟! ثم أستطرد في كلام فاضي متهماً أشخاص لم يحددهم بالأسم قائلاً أنهم لايزيدون عن عدد أصابع اليد وهم يقفون وراء إشاعات مغرضة واصفاً أياهم ( بعبده مشتاق ) ( وعبده اللي ماطلشي ؟! ) طبعاً كلام عجيب وسوقي ولايصح أن يصدر عن رجل يدعي أنه أبو العريف العلامة بأمور وخفايا صناعة البترول المصري والأدهي من ذلك قوله لو رغبتم في عدم تصدير البترول لأسرائيل إذاً ألغوا معها أتفاقية السلام ؟ المهم الرجل لم يقدم لنا أي معلومة مضافة أو توضيح للمشاهد العادي ولا حتي المثقف وواضح أنه شخصية مستفزة لايحترم آداب الحوار ولايجيد الشرح ولايحترم حتي المواطن المصري المعدوم والغلبان والذي شبهه بالمهرج مع أنه كان هو المهرج الوحيد في الحلقة .
وكالعادة جاءت كلمات السيد النائب السادات في العظم وفي الصميم مستدلاً كعادته بمستندات صادرة عن الوزارة نفسها توضح مدي المهازل الجارية فيها وفي هيئاتها وشركاتها التابعة وخاصة في موضوع تصدير الغاز لأسرائيل عبر الشيخ زويد إلي مدينة عسقلان موضحاً بأن أسرائيل لم تدفع مليماً واحداً وأن إنشاء خط أنابيب التصدير من دمياط لزويد لعسقلان تم تمويله بقروض بنكية للبنك الأهلي المصري بضمان الغاز المصدر بمعني أن أسرائيل لم تتحمل ولو فلساً واحداً حتي في تكاليف النقل بل تحملته البنوك الوطنية والدولة وبالكامل ؟ ناهينا عن السعر المخزي والذي يعد أستيلاءً سافراً علي غاز مصر ؟ ولم نجد أي رد من الوكلاء علي أسئلة النائب السادات ؟ وأضاف أحد المتصلين وهو محامي مشهور لايحضرني أسمه قائلاً أن مايحدث هو مسخرة وتهريج ومخالف للدستور المصري وفي المادة 51 تحديداً والتي تحدد التصرف في ملكيات الشعب من الثروة الوطنية عبر بوابة مجلس الشعب وليس عبر أتفاقيات سرية خاصة أو حتي معلنة ؟ وأضاف أن وزير البترول المصري أطاح بالدستور والقانون بدليل أنه أصدر القرار رقم 100 ولم ينشر حسب القانون بجريدة الوقائع المصرية وأنه منح من خلاله الحق وبالمخالفة لرئيس الشركة القابضة ورئيس هيئة البترول الحق الكامل والغير قانوني أو دستوري أوشرعي لتصدير البترول عبر شركة شرق المتوسط والتي يترأسها ( حسين سالم ) إلي أسرائيل ؟! ثم أنتقل الحوار إلي تحديد حجم الأحتياطي المقدر للغاز في مصر والذي أختلف عليه الحضور ولم نخرج منهم بنتيجة حيث قالوا أنه يكفي الأجيال القادمة لمدة تتراوح من 10: 30 سنة مما دعي المذيعة نفسها للتعجب عن قصر وعدم جدوي تلك المدد المزعومة ؟ ولعل مالفت نظري بالحلقة أيضاً هو تدخل أحد أستذة الجامعات والذي أثاره استفزاز / أبراهيم العيسوي ( أبو العريف ) وخاصة في مقاطعته المتعددة له والذي تعجب كيف أن دولة مثل مصر لاتملك إلا 1% من الأحتياطي العالمي للغاز الطبيعي والمقدر 77تريليون متر مكعب وأن دول أوروبا مجتمعة تملك 39% من نفس الأحتياطي ونجد أن مصر تصدر لهم غازها ؟ وتدخلت أيضاً الفنانة فردوس عبد الحميد ثائرة علي مايجري من هزل قائلة أن مايحتاجه البيت يحرم علي الجامع وطالما عندنا غاز لايكفينا داخلياً ؟ طيب ليه بنصدره ؟ وأن الشعب المصري ليس بمهرجين ولابيهرج وهو أولي من أسرائيل ؟! ورفض أبوالعريف الأفصاح عن سعر تصدير الغاز لأسرائيل وأسبانيا ؟ ولعل ما أدهشني هو اندهاش أو عدم علم وكيل أول الوزارة / طارق الحديدي بأن هناك تقريراً صادراً عن الدكتور / جودت الملط رئيس جهاز المحاسبات عن عام 2010 خاص بنقد أعمال الوزارة وهيئاتها وواضح لي وللمشاهد أن السيد وكيل أول الوزارة لم يراه ولايعلمه وهي مصيبة بحد ذاتها؟؟؟ ودهش عندما أعطاه النائب السادات نسخة عنه ليقرأه في فاصل للبرنامج؟ ولكي نصل وبالنهاية إلي ناس يبدوا أنهم يديرون أمور دولة أخري آخر ماتكون هي مصر ولم يقدموا لنا وحتي نهاية الحلقة الأجابة عن السؤال المحدد وهو سر أختفاء وأرتفاع أسعار أنبوبة الغاز بشكل حاد وجنوني ؟ والأهم إذا كانت كمية الغاز الطبيعي المنتجة لاتكفي للأستهلاك المحلي فلماذا تصدروه للخارج ؟ وخاصة لأسرائيل وأسبانيا بأسعار عبيطة ولاتمت إلي أسعار السوق العالمي بأي صلة ؟ ثم تعاودوا الأستيراد بأسعار مجنونة وهي أسعار السوق ؟ ولا أنسي توجيه الأتهام الممتاز من السيد النائب السادات لكلا الوكيلين الحالي والسنيد ؟ قائلاً لهما أن وزارة البترول أصبحت تمثل عبء حالي علي موازنة الدولة ولا تحقق أرباحاً تغطي مصروفاتها وأنها تعاني من مشاكل مالية وتعثرات مخفية بدليل موافقتها علي بيع حقل أبو قير للشريك الأجنبي لأنها تعاني من عجز حاد وأن مصروفاتها العمومية بلغت 26 مليار جنيه جلها ومعظمها مصروفات لاثمة أي داع لها وغير ضرورية بالمرة ؟ ولكي نخلص وبالنهاية أننا أمام ألغاز كبيرة وعلامات أستفهام محيرة تحيط بصناعة ومستقبل الغاز في مصر ؟ ولعل أهمها في رأيي المتواضع أن الدولة تخطط لرفع الدعم عن الغاز لتغطية العجز في قطاع البترول والذي تحدث عنه السيد النائب المحترم السادات وأن أزمة الغاز تلك والتي نشهدها الآن ليست سوي صناعة حكومية مفتعلة تمهيداً لرفع الدعم وبيع أسطوانة الغاز من 3 جنيه إلي 45 جنيه ؟ وساعتها لابد من الرجوع لنصيحة نواب الجلة ؟ ونواب بوابير الجاز ؟ والذي يبدوا في الأفق أنهم أعدوا لنا البديل الأغبر والأسود ومسبقاً .

السبت، فبراير 06، 2010

كأس البطولة جاءنا

كأسُ البطولةِ جاءنــــــــــــا يسعي إلينا مُفاخِــــــــــــرا
مِن قبلُ قد فُزنا بـــــــــــــه .. و الفوزُ صار مُكـــــــــرَّرا
و الكأس في مصرَ استقـــرَّ .. و لن يكونَ مُغـــــــــــــادِرا
قد صار مِلكاً بعد مـــــــــــا .. من قبلُ كان مُؤجـَّــــــــــرا
هو كأسُ إفريقيا لـــــــــــــه .. الكلُّ كان مُشمِّــــــــــــــــرا
هو كأس أخـــــــــلاقٍ و فنٍّ .. في الرياضــــــــــــــةِ قُدِّرا
و الناس تنزل للشــــــوارع .. في المدينة و القــــــــــــري
و الناس في كل البيــــــوت .. أو النوادي ســــــــــــــاهرة
و الناس تهتفُ من سعادتها .. بملءِ الحنجـــــــــــــــــــرة
تحيا بلادي حــــــــــــــــرةً .. فالنصـــــــــــر جاء مؤزَّرا
نسِيَ الجميعُ همومـَــــــــهم ... فاليوم عيدٌ للكــــــــــــــــرة
النصر جاء جـــــــــــــدارةً ... و الفوز كان مُظفـَّـــــــــــرا
الفوز جــــــــــــــاء و كان ... للطاقات فينا مُفجِّــــــــــــرا
*
و طوال أيام البطولــــــــــة .... و الجموعُ مصابــــــــــــرة
و أمام شاشاتٍ و أجهـــــزةٍ ..... تراها مُعسكـِــــــــــــــــــرة
و تُتابع " الماتشــــــــــات "... في شغفٍ بها متأثـــــــــــرة
و الكل يسهر ليلـــــــــــــــه .... متفاعلاً و مفكــــــــــــــــرا
أما النهار فجلُّــــــــــــــــــه ..... كلٌّ يحلل ما يــــــــــــــري
من ذا يحوز الكـــــــــــأس .... في "ماتش" البطولة يا تـري
من يا تري قد يبــــــــــــــدأ ..... التهديفَ فيه مُبكـــــــــــــرا
من يحرز الهدف الفريــــــد ..... لكي يُري متبختــــــــــــــرا
من ذا يسجـــــــــــــــل أولا ... من ذا يسجل آخــــــــــــــرا
فالفوز قد يأتي لمــــــــــــن ... حسم الأمور مبكـــــــــــرا
و الكلُّ يسهر داعيــــــــــــاً ... و مهللاً و مكبــــــــــــــــرا
*
و لدينا بعضُ معلقيــــــــــن ... و ناقدين عباقـــــــــــــــــرة
قد يقضي بعضهــــــــــــمو .... الساعات معلقاً و محـــاورا
و محللاً في دقـــــــــــــــــةٍ ... و مفصلاً و محـــــــــــذرا
هذا سيرسل ضربــــــــــــةً ... أرضيةً أو " أوفـــــــــرا "
هذا يراوغُ أو يحـــــــــاور ... أو يمُرُّ مُغامــــــــــــــــــرا
هذا يهاجمُ أو يدافـــــــــــع .... أو سيقفز طائـــــــــــــــــرا
فيُعلقون و ينقلون لنــــــــــا .... كنقل المسطـــــــــــــــــــرة
كلٌّ يعلق أو يحـــــــــــــــلل ..... هادئاً أو ثائــــــــــــــــــــرا
كلٌّ عن التكتيــــــــــــــــــك .... و التشكيل صار مفسِّــــــرا
*
الناس تبحث عن سعادتهـــا ..... " بماتشات " الكـــــــــــرة
حتي الذي قد كــــــــــــــان ..... لا يهوي المشاهدة انبــــري
قد قال مالي لا أكــــــــــون ... لما يدور مُسايــــــــــــــــرا
و أعيش لحظةَ فرحـــــــــةٍ .... جاءت لنا هنا نــــــــــــادرة
*
هي فرحةٌ أم سكــــــــــــرةٌ .... أم بسمةٌ لنا عابــــــــــــــرة
يا ليتنا لمنـــــــــــــــاخ ذاك .... الكـــــأس أن نستثمـــــــرا
حيث التوحـُّــــــــد و الولاء ..... نراه فينا ظاهـــــــــــــــــرا
كان الكبيــــــر مع الصغير ..... مشجعـــــــــــــــاً و مؤازرا
و تري الغنيَّ مع الفقيــــــر ..... مصاحبا و مجــــــــــــاورا
الكأس فرحتنا و لــــــــــــو .... كان الشـــــــــــرابُ مُخدِّرا
بالكأس ننسي همَّنـــــــــــــا ... كأسُ البطولة أسكـــــــــــرا
*
الكأس و الكأس الآخر
مصر التي في خاطــــــري .... تحتاج كأساً آخـــــــــــــــرا
ليدعِّــــــــــــــمَ الكأس الذي ... قد جاء في لعب الكــــــــرة
و يتمِّمَ الفـــــــــــــرح الذي .... قد صار يأتــــــــــــي نادرا
كأسَ التوحُّدِ مثلمــــــــــــــا ..... كنا جميعاً في الكــــــــــــرة
كأسَ الصلاح به الشريـــف ...... يُري بمصرَ مُقـــــــــــــدَّرا
كأس الأمانة إذ نــــــــــري .... ذاك الخئــــــــــــونَ مُغادرا
كأس النزاهة لانتخابــــــاتٍ ...... و غير مُـــــــــــــــــــزوَّرة
و نقول مجلسُنا بصـــــــدقٍ ..... قد نراه مُوقـَّـــــــــــــــــــرا
و النائبُ المسئــــــــــــــولُ ..... يرفع ما تراه الدائـــــــــــرة
و نراه صوَّت مـــــــــــــرةً ..... و بدون ما أن يُجبـــــــــــرا
كأسَ التحرر إذ بـــــــــــــه .... كل القيود مُكسـَّــــــــــــــرة
كأسَ العدالة للقضـــــــــــاء ..... يعود ما قد أُهـــــــــــــــدرا
كأس الأمان به الطــــوارئ ..... لا تكون مُقــــــــــــــــــرَّرة
كأس النماء إذ الغــــــــــذاء ...... نراه دوماً وُفِّــــــــــــــــــرا
و المال يُحفظُ أو يُحاســـبُ ...... مَن أضـــــــــــاع و أهدرا
كأسَ المـــــــــــروءة إذ به ....... للجار نفتح معبـــــــــــــــرا
لا يبقي ذاك الجارُ دومــــــاً ...... في العراء مُحاصَـــــــــــرا
كأسَ استعادةِ مجدنـــــــــــا ...... مجدِ العصور الزاهــــــــرة
كأساً لعزتنــــــــــــا فلا مَن ..... قد يُطيع من افتـــــــــــــري
و الغاز يُمنع عن عــــــــدوٍّ ..... قد تجبر غـــــــــــــــــــادرا
كأسَ العروبة بعدمـــــــــــا ..... بعضُ الشوائــــــــــب كدَّرا
أولي بمصرَ و شعبهـــــــــا .... دوماً تكون الأكبـــــــــــــرا
بسماحةٍ و تواصـــــــــــــلٍ ....... تَطوي الكسورَ و تجبـُـــــرا
تلك الكئوس إذا نفــــــــــوز ..... بها بمصرَ و نُنصــــــــــرا
نلقي السعادة يومهــــــــــــا .. .. حتما أجلَّ و أكبــــــــــــــرا
مصر التي في خاطــــــري .... نرجوها دوما عامــــــــــرة

الأربعاء، فبراير 03، 2010

فوز مصر


في الوقت الذي لايجد 90% من هذا الشعب البائس قوت يومه ولا رغيف خبزه ولا مسكن يضمه ويسكن الخيام والمقابر ومنازل عشوائية شيدت إبان العصر الملكي وآيلة للسقوط وفي الوقت الذي لايجد فيه هؤلاء الغوغاء نقطة المياه الصالحة للشرب ويتكرعون من مياة المجارير والصرف الصحي ويتغذون علي أغذية لاتصلح في معظمها للأستهلاك الآدمي وباتوا هم والكلاب والأنعام سواء بسواء نجد هؤلاء المخبولين يلهثون كالقطعان الضالة والشاردة والعمياء مسلوبين الإرادة خلف نظام التهليل والتطبيل ومن خلف مباراة لكرة قدم لاتقدم ولاتؤخر ولاتخدمهم في أية مصلحة أو في شئون حياتهم الحيوانية ومع من يتسابقون مع أدني فرق الأرض الكروية؟ والتي لاتمتلك إلا نفس مستويات مهاراتهم العديمة الجدوي ؟ وماذا يمثل كأس أفريقيا لمصر ؟ بل ماهو مكانة أو تصنيف أي فريق كروي أفريقي علي جداول الفرق الأوربية والعالمية المحترفة من أصحاب اللياقات البدنية الرائعة والذين يحصلون ويحصدون سنوياً كأس العالم ؟ بينما نحن وأي فريق عربي نعود كما وصلنا علي أول طائرة محملين بالفشل والخزي حتي لو وصلنا إلي تصفيات كأس العالم ؟ إذن الموضوع من أساسه خايب وعبيط وأهبل وأنساقت تلك الجموع المخبولة كالعميان وراء نظام أرادها حرب كروية مسلحة مع الجزائر وتلاها بحرب كروية مع غانا حضرها قرود الدولتين وكأننا بصدد تحرير بيت المقدس ؟ وللمدهش أن المواطن المصري البسيط ولمعدم وهو الغالب الأعم والذي ربما يسير حافي وخالي المعدة والوفاض تجده قد أنفق مالايقل عن 20 جنيه لشراء علم ؟ علم أفتقد المصداقية والولاء والمواطنة ؟ بل أنني أجزم أن كلفة شراء الأعلام والتي تحملها المواطن المخبول كانت لتكفي لأنشاء أكثر من مستشفي هو نفس المواطن لايجدها ولايجد من يعالجه أو يرعاه من حكومة تسوقهم كالأنعام وأثبتت عن جدارة أننا المصريين كما يقال مجرد غنم صفارة تجمعنا وعصايا تفرقنا ؟ ولهم كل الحق فيما يفعلونه بشهب أهوج وأمي وعبيط وأهبل ويصنف في مرتبة الحيوان الذي لايعي ولايدرك ؟ ثم يأتي الأعجب من ذلك؟؟ أن تمنح الدوله كل لاعب مليون جنيه ؟ وكأنها توزع من جيبها الخاص أو عزبتها الخاصة ودونما أي رقيب أو حساب لتصرفاتها السفيهه والخرقاء ؟ مليون جنيه لكل لاعب ؟ وهناك وفي نفس اللحظة ناس مصريين مواطنين يلطمون الخدود علي منازلهم التي جرفتها وخربتها السيول فى موطنى اسوان .. ومازالوا وحتي الآن يلتحفون با لسماء في عز هذا البرد والزمهرير القارس والسيده الحكومة ترمي بملايين البلد المنهوبة ببذخ وسفه مستهجن ذات اليمين وذات اليسار علي فريق لكرة القدم لايستطيع مقارعة أقل فرق الكأس الأوربي أو فرق العالم المتحضر ؟ وكان الأجدر بهذه الحكومة والتي أوصلتنا إلي قاع الحضيض توجيه ملايينها تلك والتي هي منهوبة من جيبي وجيب هؤلاء البهايم البؤساء أن يوجهوها إلي أنقاذ أهالينا الذين قتلوا وأصيبوا وشردوا من منازلهم وأنخرب بيت اللي خلفوهم بفعل السيول والأنهيارات والتي أطاحت ببيوتهم الطينية أو الحظائر التي يعيشون فيها بينما يرتع الفاسدون ويعيثون في الأرض فساداً وإفساداً للقيم والذمم ويتلاعبون علي أوتار حساسة لشعوب من الحمير والقطعان يستحقون كل منهما الآخر ؟ بينما وعلي الجانب الآخر نجد وزير ولص الأراضي محمد زفت سليمان والذي منحته نفس الحكومة وسام الأستحقاق تقديراً منها.. إلي لص أقاق أجاد بيع ونهب أراضي الدولة لتذهب إلي حساباتهم السرية المتخمة ونجد أن من فرط وطنية هذا الوزير اللص أنه أستغني عن كونه عضواً بمجلس الشعب ليخدم شعبه كما يفترض نجده ومن فرط وطنيته قد أستغني عن تلك العضوية مقابل أن يبق رئيساً لشركة تدر عليه شخصياً ملايين سنوية من العزبة الأمر الذي جعله يزيل وبيده ورقة التوت الأخيره عن عوراته والتي بدت سوأتها للناظرين وبالشكل الذي أختار فيه وبأنانية مفرطة مصلحته الشخصية فوق مصلحة الشعب والعمل الوطني كما يفترض الأمر الذي يجعلني أطالب الحكومة بسحب واسترداد وسام الأستحقاق الذي منحته له لأنه وبعيداً عن سرقاته وفضائحه والتي تعرفها الحكومة ويعرف تفاصيلها قبل رجالات الرقابة الإدارية فهو لايستحق ذلك الوسام علي وجه الأطلاق وهو الذي كشف للجميع مدي ولعه الشديد بالمركز والسلطان والمال وليذهب مجلس الشعب والشعب بل والحكومة نفسها إلي قاع جهنم ؟ أو هكذا أصاغ تصرفاته وترجمتها رد أفعاله ؟ مما يضعنا وبالنهاية أمام شعب مخبول وعبيط ورئيس سفيه ووزير لص وأفاق ولايستحق ويسام الأستحقاق؟ ولكنه يستحق الأعدام شنقاً وأكثر من مرة